الأمريكي "خذل” الأردن والبحث دبلوماسيًّا عن اللقاح "الروسي والصيني” والوزير عبيدات يُريد تأمين تلقيح ثلاثة ملايين مُواطن ومُقيم.. جهود لتجنّب مزالق "اليمين الإسرائيلي” وحوارات مع موسكو وأبو ظبي وترقّب لمخزون المطاعيم
تحدّث رئيس الوزراء مُجدَّدًا الدكتور بشر الخصاونة عن خطة حكومية لمحاولة تحصيل اللقاح ضد الفيروس كورونا من العديد من المصادر في العالم وسط تفاؤل حذر على خلفيّة ما يتردّد من أنباء عن وجود مشكلة في تأمين اللقاحات المطلوبة.
و في الوقت ذاته تحدّث وزير الصحة الدكتور نذير عبيدات عن الحاجة الملحة لتطعيم ثلاثة ملايين أردني على الأقل من عشرة ملايين إنسان يقيمون على أرض المملكة باعتبار أن هذا الرقم من الذين يخضعون للتطعيم هو المناسب لتحقيق المناعة.
الحديث عن تطعيم ملايين الأردنيين والمقيمين يبدو مبالغة كبيرة في ظل الوقائع الموضوعية حيث تأخّرت شحنات اللقاح الامريكي الخاصة باسم فايتزر بعد ان كان يفترض أن تصل مع نهاية الشهر الماضي إلى المملكة.
ويبدو أن الحكومة شكّلت لجنة لإدارة شراء اللقاحات لتأمين برنامج التطعيم واللقاح الوطني ضد فايروس كورونا بعد حصول بعض مظاهر الخلل وتاخر بعض الشحنات ووجود نادر في الأسواق الدولية.
وتم خلال الشهرين الماضيين تطعيم ما قد لا يزيد بكثير عن ٤٠ ألف أردنيا فيما سجّل على المنصة الإلكترونية الخاصة بالتطعيم نحو ٣٠٠ ألف أردنيا على الأقل.
وتتحدّث مصادر خبيرة ومختصة عن وجود أزمة في تأمين لقاحات لكن الاتصالات الأردنية فعّالة جدا وفي إطار حملة دبلوماسية مكثّفة تُشارك فيها حتى وزارة الخارجية للعمل على تأمين الأردنيين باللقاحات المطلوبة بأسعار معقولة تُناسب الوضع المتردّي للخزينة والمالية العامة في الأردن.
من هُنا يمكن فهم الزيارة التي قام بها بشكل خاطف وسريع إلى العاصمة الروسية موسكو وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي.
ويتردّد أن الصفدي يبحث عن دعم دبلوماسي وسياسي لترتيب صفقة محتملة لها علاقة بالمطعوم الروسي بصفة خاصة واسمه "سبوتنيك” ويبدو أن وزارة الصحة الأردنية تابعت كل ملفات الدراسات المختبرية الخاصة بالمطعوم الروسي وفي طريقها لإقرار إصدار رخصة لتناول اللقاح في الأردن وهو الأمر الذي لم يُعلن بعد بصفة رسمية.
ويأمل الوزير الصفدي بمساعدة حكومة بلاده في ضغط دبلوماسي يؤدي الى استيراد شحنة معقولة من المطعوم الروسي بعد وجود ضعف في مخزون اللقاح والمطعوم في الأردن.
ويبدو أن اللجوء للمطعوم الروسي تم بعد ارتفاع أسعار المطعوم الصيني تقريبا وإعلان شركة فايزر عن تأخير بعض الشحنات للعديد من الدول ويبدو أن من بينها الأردن ووضع مواعيد جديدة في الوقت الذي يتحدّث فيه الخبراء عن مشكلات حيوية في الأسواق الدولية لها علاقة بوضع سقف للإنتاج والرغبة في رفع الأسعار وبروز سوق سوداء كبيرة لها علاقة بأزمة اللقاحات.
ومن المرجح أن الحكومة تبحث عن المزيد من شحنات اللقاح الصيني على امل الوصول الى عمان في وقت لاحق مع نهاية الشهر الجاري او خلال فترة الربيع الحالي حتى تكمل التطعيم على نطاق وطني ويفترض خلال اليومين المقبلين أو أسبوع على أكبر تعديل أن تصل شحنة جديدة من المطعوم الصيني الإماراتي.
ومن المُلاحظ أيضا أن الزيارة التي قام بها الصفدي بصورة خاطفة أيضا إلى أبو ظبي قبل يومين والتقي خلالها نظيره الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد قد يكون لها علاقة بالحملة الدبلوماسية الأردنية النشطة التي تُحاول تأمين المزيد من اللقاحات.
وهي حملة دبلوماسية تحاول الإفلات بنفس الوقت من الاضطرار للتنسيق مع حكومة اليمين الإسرائيلي في مجال تأمين اللقاحات وسط المؤشرات التي تقول بأن العديد من الجهات الدولية وخصوصا الشركات المنتجة استطاعت وضع الاولوية لصالح الاسرائيليين حيث تسريبات ترجح بأن عمان لا تريد الخُضوع للمعايير الإسرائيلية في مسألة تدبير اللقاحات في المرحلة اللاحقة.
ويواصل وزير الصحة الدكتور نذير عبيدات حديثه عن اللقاحات والمطاعيم باعتبارها مرحلة أساسية وإيجابية سواء الفيروس كورونا خصوصا وأن برنامج التلقيح الوطني للفيروس كورونا تم إعداده بعناية فائقة قبل حصول الأزمة واضحة في مجال تأمين اللقاحات أو تأمين شحنات كبيرة جدا منها تصلح على الأقل لتحقيق الهدف الحكومي المعلن قبل الاتفاق على توفير اللقاحات إلى الأردن وقد ورد هذا الهدف على لسان الوزير عبيدات وتمثل في مرحلة أولى قبل نهاية الربيع الحالي تنتهي بتطعيم ٥% من الأردنيين على الأقل.
لكن حتى هذه النسبة المئوية لم يصل بعد لها برنامج التلقيح الوطني وإن كانت وزارة الصحة تأمل في جهود دبلوماسية مكثفة واستثمار العلاقات الأردنية الإقليمية والدولية في المساعدة بتأمين مخزون من اللقاحات يستطيع تأمين نسبة التطعيم الخاصة بدرجة ٥% أو الانتقال إلى مستوى ١٠% على الأقل بهدف الاقتراب ولو بصورة بعيدة نسبيا إلى أقرب مسافة ممكنة من تطعيم العدد الأكبر من الأردنيين.